إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده اله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
والصلاة والسلام على من أرسله ربه رحمة للعالمين وعلى صحابته الغرِ الميامين
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)"
قال تعالى " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)" وقال تعالى" وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ
آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)" وقال تعالى" وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55)"وقال عز وجل
"وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40)"
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،
وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم- قال
: (سبق المفردون قالوا : وما المفردون يا رسول الله؟، قال : الذاكرون الله كثيراً والذاكرات) رواه مسلم
خلق الله الإنسان جسدا وروحاوجعل حياة الجسد في ماء يروي الارض ليخرج منها حبا
ونباتاقوتا وطعاما له.وجعل حياة الروح في وصلها بمصدرها
العلوي ليس بواسطة ملك مقرب ولا نبي مرسل ولكن حبا وصالها ذكرها لربها ،أمرنا ربنا وأرشدنا الى ذكره في كل لحظة بل في كل نفس يدخل ويخرج
وجعل دليل محبته ذكره تعالى فالمحب لا يمكث لسانه عن ذكر محبوبه لحظه " فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي"وقدم لنا مسبقا دليل محبته للعبد وهي توفيقه
لذكره أولا وذكره له تعالى عند ذكر العبد ثانيا .فأى فخر وأى شرف يناله العبد بمجرد ذكره لله تعالى ،فمن منا لا يفتخر عندما يذكره رئيسه او معلمه
او والده فكيف بمن يذكره ملك الملوك]
*هل جربنا يوما شديد الحر والعطش فسبحت بحمد ربك الم يجعل لسانك رطبا؟
*هل مر بك يوما كأن قلبك قطعة صخر لا تتحرك ولا تلين وعندما نظرت الى السماء فوقك فتحرك لسانك دون ارادتك فنطق سبحان الله فاهتز
قلبك ونبع منه ماء الذكر ليروى ارضه فينبت زرع المحبه
*هل جاءك يوما جمدت فيه بقلة عينك عن البكاء ؟فرأيت مريضا عفاك الله من مرضه فحمدت ربك فاضت دموعك من عينك
*هل مر بك يوما كأن جسدك لا روح ولا حياة فيه فاجأك نداء ربك " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)" فأخذت روحك ترياقا وردت الحياة لها كأنما ولدت من جديد انه
ذكر الله حياة للقلب ،تريقا للروح ،ريا للسان
وذكره تعالى ذكر باللسان وذكر بالجنان" بالقلب "ويلزم ذلك معرفة أسمائه الحسنى وصفاته العليا وخشيته ومحبته والانابة اليه ورجائه وذكره بكلامه
أي تلاوة كتابه وأعظم شيئ ذكره بأمره بأتباعه ونهيه باجتنابه والوقوف عند حدوده وذكر نعمه وألآئه وجاءت سيرة رسولنا الكريم وحياته اليوميه
قدوة واسوة لنا لا يقوم بعمل الا ابتائه بذكر الله تعالى شرع لنا وعلمنا اذكارا يوميه ليسير معنا ذكر الله خلال يومنا لحظه بلحظه بداء من اذكار
الاستيقاظ من النوم والوضوء والخروج من المنزل والذهاب للمسجد واذكار الصباح وجعلها قبل طلوع الشمس ليستقبل بها العبد يومه داعيا وراجيا من
اعطاه ومنّ عليه بالحياه لهذا اليوم ان يوفقه لما يحبه ويرضاه
منه ويسر له اخره خلال يومه وينهى يومه بأذكار المساء قبل غروب الشمس ليشكر ربه فيها على ما من به عليه من عمل صالح يرجوه ان يتقبله منه
ويعترف بفقره امام نعم وفضل ربه عليه ويعلن التوبة والاتابة
اليه من ذنبه وغلبة هواه وشيطانه عليه .ثم يختم يومه قبل نومه بذكره والتوبة اليه رغبة فيه وفى ثوابه ورهبة من عقابه فانه بعد هذا كله لا ملجأ من الله الا اليه
ولا مفر منه الا له وخلال يومه كله يتقلب بين امور دينه ودنياه ذاكرا لربه شاكرا له يتوه له بقلبه ولسانه .ليرحمه ربه الذى وفقه لذكره فذكره كذكر ربه
مرتين مرة قبل ذكر العبد بتوفيق الله له تعالى لذكره وذكره تعالى بعد ذكره فى نفسه او فى خلائه الاعلى فهيا الى جنة
الله فى الدنيا كما قال بعض السلف فى الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة الا وهى ذكر الله تعالى .
وقال بن تيميه رحمه الله " والله انا فى سعادة لو علمها ابناء ملوك الارض لجالدونا عليها بالسيوف" فهيا الى جنة الدنيا قبل جنة الاخره باذن الله تعالى.
ذكر الله